رغم المآسي والأحزان التي خلفها الزلزال الذي ضرب سورية وتركيا وأدى إلى مقتل أكثر من 30 ألف شخص وإصابة الآلاف وتشريد الملايين، إلا أنه نجح سياسياً في إنهاء القطيعة بين أثينا وأنقرة، إذ وصل إلى محافظة أضنة وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس اليوم (الأحد)، لزيارة المواقع المتضررة من الزلزال، وكان في استقباله نظيره مولد جاويش أوغلو.
وأكد وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو أن بلاده ستطبع علاقاتها مع اليونان رغم تباين وجهات النظر بين البلدين، فيما أعلن وزير الخارجية اليوناني وقوف بلاده إلى جانب الشعب التركي لتجاوز كارثة الزلزال.
وقال ديندياس: «لا نريد أن ننتظر زلزالا آخر لتطبيع علاقاتنا مع الجارة تركيا»، وتعد هذه الزيارة الأولى لوزير أوروبي إلى تركيا منذ زلزال الإثنين الماضي، رغم الخلافات بين أثنينا وأنقرة.
وكانت اليونان هي أول دولة غربية أرسلت عمال إنقاذ ومساعدات إنسانية في تضامن مع جار هو حليف في إطار حلف شمال الأطلسي لكنه أيضا خصم تاريخي، ووفقاً لوزارة الحماية المدنية في اليونان فإنها تعتزم تقديم مساعدات بما مجموعه 80 طناً تشمل البطانيات والأسرّة والخيام والإمدادات الطبية.
وطغى التوتر بين تركيا واليونان بسبب خلافات مستمرة منذ عقود على خلفية المسوحات البحرية وقضايا حدود الجرف القاري لكل منهما، والتحليق الجوي فوق بحر إيجة، وجزيرة قبرص، كما اشتكت أخيراً اليونان إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو» والأمم المتحدة تركيا، تتهمها بـ«التحريضية».
وفي ذات السياق، فتحت أرمينيا حدودها لأول مرة منذ 35 عاما من أجل السماح للمساعدات بالوصول إلى ضحايا الزلزال في تركيا، إذ مرت 5 شاحنات محملة بمساعدات عبر معبر أليجان في محافظة أيدر بتركيا.
وكانت آخر مرة استخدم فيها المعبر في 1988 عندما أدخل الهلال الأحمر التركي المساعدة بعد زلزال في أرمينيا، وعلق النائب التركي الأرميني جارو بايلان، في تغريدة على حسابه في تويتر: «دعونا نستخلص أي خير من هذه الكارثة الكبرى، لقد أنقذ التضامن الأرواح».